والجدير بالذكر، أن فضيلة الراحل الدكتور عبد الله شحاتة كان قد تقدم ببحث حول هذه النتائج في المؤتمر الإسلامي الدولي بلندن عام 2001.
وأكد فيه أن صلاة التراويح والتهجد بعد العشاء تحرك عضلات الجسم (460 عضلة)، وتنشط الدورة الدموية، وتهدئ الحالة النفسية وتحرق السعرات الحرارية والدهون الزائدة، وتخفض نسبة الكوليسترول في الدم، وكل ذلك يفيد مرضي السمنة والسكر والضغط والهزال والضعف والروماتيزم وتيبس المفاصل ومرضي القولون.
علموا أولادكم الصلاة
إذن، كيف ننشئ صغارنا ونعودهم علي الصلاة منذ البداية، حتى تعم عليهم الفائدة طيلة حياتهم؟ .
وفي هذا الصدد، لابد أن يكون هناك حرص من جانب الأم علي تعليم طفلها الصلاة وكيفية أدائها، ويجب أن يكون هناك اتفاق بين الوالدين على سياسة واضحة ومحددة وثابتة حول مكافأته علي أداء الصلاة، حتى لا يحدث تشتت للطفل، فلا تكافئه الأم مثلاً على صلاته فيعود الأب بهدية أكبر مما أعطته أمه، ويعطيها له دون أن يفعل شيئاً يستحق عليه المكافأة.
وفي حالة مكافأته، يجب أن تكون المكافأة سريعة حتى يشعر الطفل بأن هناك نتيجة لأفعاله، لأن الطفل ينسى بسرعة، فإذا أدى الصلوات الخمس مثلاً في يوم ما تكون المكافأة بعد صلاة العشاء مباشرة.
ولكل مرحلة من مراحل نمو طفلك سياسة للتعامل معها، فمرحلة الثالثة من العمر هي مرحلة بداية استقلال الطفل، وإحساسه بكيانه وذاتيته، ولكنها في نفس الوقت مرحلة الرغبة في التقليد فلندعه على الفطرة يقلد كما يشاء، ويتصرف بتلقائية ليحقق استقلاليته عنا من خلال فعل ما يختاره ويرغب فيه، فلا حرج علينا أن نحملهم في الصلاة في حالة الخوف عليهم، كما أننا لا يجب أن ننهرهم في هذه المرحلة عما يحدث منهم من أخطاء بالنسبة للمصلي،
وفي هذه المرحلة يمكن تحفيظ الطفل سور الفاتحة والإخلاص والمعوذتين.
وحينما يتموا الخامسة، يمكن بالكلام البسيط اللطيف الهادئ، عن نعم الله تعالى وفضله وكرمه وعن حب الله تعالى لعباده ورحمته، أن يجعل الطفل من تلقاء نفسه يشتاق إلى إرضاء الله.
وفي نفس الوقت، لابد من أن يكون هناك قدوة صالحة يراها الصغير أمام عينيه، فمجرد رؤية الأب والأم والتزامهما بالصلاة خمس مرات يومياً دون ضجر أو ملل يؤثِر إيجابياً في نظرة الطفل لهذه الطاعة، فيحبها لحب المحيطين به لها، ويلتزم بها كما يلتزم بأي عادة وسلوك يومي.
ويراعى وجود الماء الدافئ في الشتاء، فقد يهرب الصغير من الصلاة لهروبه من الماء البارد، هذا بشكل عام.
أما بالنسبة للبنات فنحببهن بأمور قد تبدو صغيرة ولكن لها أبعد الأثر، مثل حياكة طرحة صغيرة مزركشة ملونة تشبه طرحة الأم في بيتها، وتوفير سجادة صغيرة خاصة بالطفلة وهكذا.
وكما رأينا، فإن اتباع تعاليم الدين القويم تحقق لنا السعادة الروحية والصحة البدنية في آن واحد، فسبحان الذي إليه يرجع الأمر كله، والحمد لله حمد الشاكرين