لحظة عابرة

لــــــــحظة عــــــابرة في زمن منسي


ضاقت النفوس أو كانت أكثر اتساعاً فإن الكون لايضيق لضيق الرؤية



لدينا ولا يتسع باتساع الأفق لدى البعض لأن الكون لم يكن من صنع

الإنسان ليتأثر بطبيعة النفس البشرية وتقلباتها لأن الإتساع صفة أزلية

وناموس من نواميس التكوين




**********

إن الكون يتسع للجميـــــــع ويحتوي الكل مأوى نسكن اليه



ومحيط نتجمع فيه رغم اختلاف توجهاتنا وتنوع أشكالنا

وتعدد الأجناس إنه ذلك الذي جمع كل الأطياف تجانس وتناغم




**********

ومن يعيش لحظة تأمل ويتفكر في سعة الكون وفضائه الرحب



سيكتشف سذاجة بنو البشر وسيدرك أن الحياة محطة عبور

وطيف ذكرى لمعنى رحيل وبوابة انتقال لعالمٍ أوسع سعادة أو

شقاء والعياذ بالله لدارين لا وجود لقانون التوسط والإعتدال




**********

إذن لماذا تضيق النفوس والصفة الطبيعية الاتساع والقاعدة



الرئيسيه التعايش والحالة الإستثنائية الضيق والنفور من الاخر




**********

إنه الجهل وعدم الادارك لمفهوم الحياة والمعنى الصحيح للتواجد

فتجدنا نبحث عن السعاده بوسائل الشقاء وننسج وشاح الذات

بخيوط الوهم والزيف ونرسم معاني الحضور بصفحات الخداع

وقواميس النفاق تضيق النفوس نعم تضيق النفوس ولكن

الحقيقة الساطعة إن الكون يتمدد ويتمدد ليحتوي الكل ويحتضن الجميع




**********

رغم اتساع الكون تبقى النفوس أضيق مما نتصور وهذا دليل

على جهل عميق معشعش في العقول وإفراز لمفهوم خاطئ لدينا

وسنظل نجسد إن عقلية الإنسان محاطة بالغباء والجهل المركب

رغم بلوغنا درجات متقدمة من العلم واكتسابنا للثقافة الواسعة

ولكن تصرفاتنا سمحت لي بالحكم المطلق ورسخت النظرية




**********

وسنظل نعيش الأشياء بعكس مآهيتها وبعيداً عن جواهرها ومضامينها

الحقيقة ولأسباب عديدة ومتعددة لأننا نسعى للكذب والنفاق

لنبني جسور التواصل مع الآخر ونحاول بذلك الاقتراب من الآخرين

ولم ندرك أننا بذلك نزيد بُعداً ونصغر في نظر الآخرين لأننا لم

نقيم العلاقة الأنسانية على أرضية سليمة ولم نجسد العفوية والصدق

عند التعامل

نزرع بذور الأنانية ونغذي جذور الحقد ونتجاهل معنى التسامح والتعايش

السلمي ونطلب من الآخر الإخاء والتضامن وتقوية الصلة

نقتل مكارم الاخلاق ونغتال آخر ذرات المروءة ونتباهى بالسلوك الحضاري

وندعي أننا عنوان للمثالية ورمز للسمو أننا نغرس سهام الغدر في

صدور من نحب ونقول أن الأخوة الصادقة هي التي تجمعنا نخادع الذات

بكل هذا ونحتقر النفس ونقضي على كل المعاني الرائعة للفضيلة والإعتزاز

يحدث هذا كل لأن النفوس أضيق مما نتصور والأصح أن النفوس

تضيق وستضيق من سؤ تصرفاتنا فمتى نتصالح مع الذات لنشعر

بروعة السعة وجمال النفس الداخلي ؟؟؟



**********

حياتنا أيها الأحبة إلا ما رحم ربي تقوم على أسراب الخديعة لذا نشعر

دائماً بالريب والقلق والإرباك لاختلال المفاهيم لدينا وضياع المعنى

الحقيقي للحياة والتعايش وغرقت مراكبنا على شطأن التيه والتخبط

وأصبح حضورنا مجرد لحظة عابرة في زمن منسي نمضي بلا هدف

ونحقق اللاشي




**********

فصارت حياتنا مادية بحته وكأننا وجدنا لنقدس المادة فأصبح كل



شئ مادي حتى تعاملنا وعلاقاتنا الإنسانية تحكمها المادة أرواح

منهوبة الذات والضمير الحي سُلبت منها القيم والمبادى السامية

انخدعنا بالمظاهر وعن المضمون تجاهلنا والنتيجة أرواح خاوية

أحياء على شكل أموات



**********

ضاقت النفوس أو كانت أكثر اتساعاً فإن الكون لا يضيق لضيق



الــــــــــرؤية لدينا ..

**********